الســــــــــلام عليـــــــــكم
ســـــــــــعيد.. إنك محظوظ هل تدري؟؟ ........ ............ .. وكيف ذلك؟
لأنك مُصاب بالشلل الرباعي!!.. فهل اقتنعت؟؟!! ............ ........ ............ ... حتما اقتنعت!
ســــــعيد، شاب يعتقد بأنه غير محظــوظ.. كما هو الحال مع الجميع.. وأنا احدهم!..... أنـــا؟؟.. نعم أنت!.. حسناً!!... .
اليوم... أنا اســـعد ســكان الكوكب الأزرق
يوماً.. بينما كنتُ انوي الذهاب إلى رحلة لتسلق الجبال.. جهزّتُ حقيبتي التعيسة وحملتها.. رن جرس هاتفي.. آه، انه اتصال من أصدقائي.. اخبروني بِأنهم متوجهين إليَّ ليأخذوني معهم إلى دار السينما في وسط المدينة...
رميتُ حقيبة التسلق المُتهرئة! التي ما لبثت حتى تمزقت حزناً لتركي لها!!.. نعم رميتها أرضا مع عدم قناعتي.. فهل القناعة حقاً كنز لا يُفنى؟؟ على أي حال أنا عاشق للتسلق ولم أتسلق منذ سنون طِوال...
آه.. انه صـوت الزمـور.. أنا أمام الأمـر الواقع سأرحل معهم وغداً سألتقط حقيبتي لأتسلق الجبال وأتنفس الهواء المنعش،، هواء سـَــعَدي وحظــي وأمــنيتي؟!...
مرحباً رفاق.. كيف الحال... أهلا ســعيد كيف الصحة،،، الحمـــــد لله
استمرينا في مسيرتنا الطويلة ونحن في سيارة فاخرة الموديل.. لطيفة اللون.. مسيرة شَعرْتُها كأنها سنوات! سنوات من الظلام والمجهول!! وكأنني أمُرٌّ في هذا الطريق لأول مره في حياتي، انه طريق ممل، يا إلهي كلهم مملون، كل شيء ممل حتى أنا!.. بأفكاري...
ما هذا الذي حصل؟؟ أين أنا؟؟ من انتم؟؟؟؟ ماذا تريدون، ماذا تفعلون؟؟؟؟؟ أين هي قدماي، أعيدوا لي قدماي سحقا لكم، يا إلهي هل انا في حلم؟؟ أين هم أصدقائي!! ما الذي جرى.. فجأة! زُرقت حقنة خفيفة في ذراعي الأيمن شعرت بها، نعم شعرت بها كلها.. أدخلتها الممرضة الجميلة في يدي حتى نمتُ نوما عميقاً.. ياليتني لم استيقظ منه أبدا.. فهو أروع شعور.. وأروع الأمانـــي... مُنذ الأزل
بعدها عرفتُ من أننا تعرضنا إلى حادث مروري قُـتل فيه كل أصدقائي وأنا فقدتُ قدماي! بالتعاسة حظي، لم أكن انوي الذهاب معهم، لو أنني لم أرد على هاتفهم، لو أنني ادعيتُ المرض، لو لو لو... لو كنتُ قد ذهبتُ إلى الجبال لقضيت أروع أوقاتي هناك! فهل انا محظوظ من دون حقيبتي التي رميتها أرضا كرمي الجواري عند الطواغيت! ............ ...... .
نعم إنك محظوظ ........ ......... كيف؟ ومن أنت؟؟
انا من سيمنحك معجزة! سأعطيك مصباح سحري لتطلب منه أمنيتك.. لتعيد زمنك إلى الوراء!.. إليك مصباحك لتطلب منه أمنيتك، افركه بكفيك عشرة مرات ليخرج إليك المارد كلما احتجت إعادة زمنك إلى الوراء!... .
لم أتمالك نفسي، فهل انا في هلوسة الأماني؟؟!!.. أم في مسرحية هزلية لتُنعش ثقتي بنفسي، فأنا كسيح، بلا أقدام!.. لا آمال مجرد أوهام.. فهل أودّعُ الجبال؟؟ والحبال؟؟ وحقيبتي، حقيبة قدري؟؟
أمسكت بالمصباح وفركته بيدي عشرة مرات، وإذ بنورٍ ابيض ساطع يقول: انا عبدك، قُل ماتريد؟؟ قُل لي خلجاتك وما تكنّ من رغباتك في مكنوناتك، كلمني عن آلامك لأرفع عنك تعاستك، فقط قل وأمرك مُلبى!
أحاطني الذهول، كوني وسط شعور، شعور أصحاب الحظ السعيد.. فأنا سعيد!.. لابل سعيد جدا.. ما أروع هذا الشعور، كم أحسدكم أيها المحظوظين، أحقا اليوم انا أحدكم؟؟ ... وبهمسة كلام طلبت منه أن يعيد بي الزمن للوراء وأن يرجعني إلى كوخي الصغير العفن! إلى نفس اليوم الذي غادرت به منزلي، إلى نفس اللحظة التي اتصل فيها أصدقائي....
وبلمح البصر، وإذ حقيبتي بيدي من جديد.. رن جرس الهاتف... إنهم أصدقائي الملاعين، لن أجيبهم أبداً.. ليذهبوا وحدهم أينما يريدون.. وأنا سأذهب إلى قمة الجبلِ.. مع حقيبتي.. مع أول أمنيتي....
صمت الهاتف.. مصباحي السحري بيدي، وحقيبتي على كتفي، حبالي ملفوفة على ساعدي، أتسامر الحديث مع نسيم الجبل.. صدى لزقزقة عصافير فوق الأنهر.. اليوم أنا ملك العصور والأزمنة.. كم أنا سعيد يا إلهـــــــي، انا سعيد، واسعد من الجميع، سأركض واقفز حتى ينال التعب مني وتملٌ حقيبتي من كتفي.. .
ما هذا؟؟ انتم أصحاب اللباس الأبيض مرة أخرى؟؟ يا أيها اللعناء ماذا تريدون مني؟؟ أين انا؟؟ لماذا انا معكم من جديد؟؟ أين قدماي؟؟ أين يداي لمَ لا اشعر بهم؟؟؟ انا أراهم ولكنّي لا اشعر بهم... .
آآآآآآآآآآه، مصباحي السحري أمام عيني ولا استطيع الوصول إليه، تماما في وسط ناظري، صرختُ وأنا في وسط هستيريا الأمل! صمتُ فهمستُ بوجه الممرضة الرائعة الجمال " أعطيني مصباحي السحري رجاءا..وفورا " .
فأعطته لمسة ناعمة، وهمست بصوت منخفض.. قائلةً:
عــزيــزي ســـعــــــيــــد.. مـــن ســـيــفـــرُك لــــك مــصـــــباحــــــــــــك؟؟؟
*
*
*
قالوا في الزمن القديم... القناعة كنز لا يفنى...
فلا تتمنى غير ما أنت عليه، فحتما سيكون حالك أسوا مما أنت فيه...
وإياك أن تلتقط حقيبتك بعد رميها! وإلا فلا تقرر رميها أبدا............ أبدا
إذا.. أنا أسعد سكان الكوكب الأزرق
ســـــــــــعيد.. إنك محظوظ هل تدري؟؟ ........ ............ .. وكيف ذلك؟
لأنك مُصاب بالشلل الرباعي!!.. فهل اقتنعت؟؟!! ............ ........ ............ ... حتما اقتنعت!
ســــــعيد، شاب يعتقد بأنه غير محظــوظ.. كما هو الحال مع الجميع.. وأنا احدهم!..... أنـــا؟؟.. نعم أنت!.. حسناً!!... .
اليوم... أنا اســـعد ســكان الكوكب الأزرق
يوماً.. بينما كنتُ انوي الذهاب إلى رحلة لتسلق الجبال.. جهزّتُ حقيبتي التعيسة وحملتها.. رن جرس هاتفي.. آه، انه اتصال من أصدقائي.. اخبروني بِأنهم متوجهين إليَّ ليأخذوني معهم إلى دار السينما في وسط المدينة...
رميتُ حقيبة التسلق المُتهرئة! التي ما لبثت حتى تمزقت حزناً لتركي لها!!.. نعم رميتها أرضا مع عدم قناعتي.. فهل القناعة حقاً كنز لا يُفنى؟؟ على أي حال أنا عاشق للتسلق ولم أتسلق منذ سنون طِوال...
آه.. انه صـوت الزمـور.. أنا أمام الأمـر الواقع سأرحل معهم وغداً سألتقط حقيبتي لأتسلق الجبال وأتنفس الهواء المنعش،، هواء سـَــعَدي وحظــي وأمــنيتي؟!...
مرحباً رفاق.. كيف الحال... أهلا ســعيد كيف الصحة،،، الحمـــــد لله
استمرينا في مسيرتنا الطويلة ونحن في سيارة فاخرة الموديل.. لطيفة اللون.. مسيرة شَعرْتُها كأنها سنوات! سنوات من الظلام والمجهول!! وكأنني أمُرٌّ في هذا الطريق لأول مره في حياتي، انه طريق ممل، يا إلهي كلهم مملون، كل شيء ممل حتى أنا!.. بأفكاري...
ما هذا الذي حصل؟؟ أين أنا؟؟ من انتم؟؟؟؟ ماذا تريدون، ماذا تفعلون؟؟؟؟؟ أين هي قدماي، أعيدوا لي قدماي سحقا لكم، يا إلهي هل انا في حلم؟؟ أين هم أصدقائي!! ما الذي جرى.. فجأة! زُرقت حقنة خفيفة في ذراعي الأيمن شعرت بها، نعم شعرت بها كلها.. أدخلتها الممرضة الجميلة في يدي حتى نمتُ نوما عميقاً.. ياليتني لم استيقظ منه أبدا.. فهو أروع شعور.. وأروع الأمانـــي... مُنذ الأزل
بعدها عرفتُ من أننا تعرضنا إلى حادث مروري قُـتل فيه كل أصدقائي وأنا فقدتُ قدماي! بالتعاسة حظي، لم أكن انوي الذهاب معهم، لو أنني لم أرد على هاتفهم، لو أنني ادعيتُ المرض، لو لو لو... لو كنتُ قد ذهبتُ إلى الجبال لقضيت أروع أوقاتي هناك! فهل انا محظوظ من دون حقيبتي التي رميتها أرضا كرمي الجواري عند الطواغيت! ............ ...... .
نعم إنك محظوظ ........ ......... كيف؟ ومن أنت؟؟
انا من سيمنحك معجزة! سأعطيك مصباح سحري لتطلب منه أمنيتك.. لتعيد زمنك إلى الوراء!.. إليك مصباحك لتطلب منه أمنيتك، افركه بكفيك عشرة مرات ليخرج إليك المارد كلما احتجت إعادة زمنك إلى الوراء!... .
لم أتمالك نفسي، فهل انا في هلوسة الأماني؟؟!!.. أم في مسرحية هزلية لتُنعش ثقتي بنفسي، فأنا كسيح، بلا أقدام!.. لا آمال مجرد أوهام.. فهل أودّعُ الجبال؟؟ والحبال؟؟ وحقيبتي، حقيبة قدري؟؟
أمسكت بالمصباح وفركته بيدي عشرة مرات، وإذ بنورٍ ابيض ساطع يقول: انا عبدك، قُل ماتريد؟؟ قُل لي خلجاتك وما تكنّ من رغباتك في مكنوناتك، كلمني عن آلامك لأرفع عنك تعاستك، فقط قل وأمرك مُلبى!
أحاطني الذهول، كوني وسط شعور، شعور أصحاب الحظ السعيد.. فأنا سعيد!.. لابل سعيد جدا.. ما أروع هذا الشعور، كم أحسدكم أيها المحظوظين، أحقا اليوم انا أحدكم؟؟ ... وبهمسة كلام طلبت منه أن يعيد بي الزمن للوراء وأن يرجعني إلى كوخي الصغير العفن! إلى نفس اليوم الذي غادرت به منزلي، إلى نفس اللحظة التي اتصل فيها أصدقائي....
وبلمح البصر، وإذ حقيبتي بيدي من جديد.. رن جرس الهاتف... إنهم أصدقائي الملاعين، لن أجيبهم أبداً.. ليذهبوا وحدهم أينما يريدون.. وأنا سأذهب إلى قمة الجبلِ.. مع حقيبتي.. مع أول أمنيتي....
صمت الهاتف.. مصباحي السحري بيدي، وحقيبتي على كتفي، حبالي ملفوفة على ساعدي، أتسامر الحديث مع نسيم الجبل.. صدى لزقزقة عصافير فوق الأنهر.. اليوم أنا ملك العصور والأزمنة.. كم أنا سعيد يا إلهـــــــي، انا سعيد، واسعد من الجميع، سأركض واقفز حتى ينال التعب مني وتملٌ حقيبتي من كتفي.. .
ما هذا؟؟ انتم أصحاب اللباس الأبيض مرة أخرى؟؟ يا أيها اللعناء ماذا تريدون مني؟؟ أين انا؟؟ لماذا انا معكم من جديد؟؟ أين قدماي؟؟ أين يداي لمَ لا اشعر بهم؟؟؟ انا أراهم ولكنّي لا اشعر بهم... .
آآآآآآآآآآه، مصباحي السحري أمام عيني ولا استطيع الوصول إليه، تماما في وسط ناظري، صرختُ وأنا في وسط هستيريا الأمل! صمتُ فهمستُ بوجه الممرضة الرائعة الجمال " أعطيني مصباحي السحري رجاءا..وفورا " .
فأعطته لمسة ناعمة، وهمست بصوت منخفض.. قائلةً:
عــزيــزي ســـعــــــيــــد.. مـــن ســـيــفـــرُك لــــك مــصـــــباحــــــــــــك؟؟؟
*
*
*
قالوا في الزمن القديم... القناعة كنز لا يفنى...
فلا تتمنى غير ما أنت عليه، فحتما سيكون حالك أسوا مما أنت فيه...
وإياك أن تلتقط حقيبتك بعد رميها! وإلا فلا تقرر رميها أبدا............ أبدا
إذا.. أنا أسعد سكان الكوكب الأزرق